السبت، 11 أكتوبر 2014

حبة خردل

هناك أسطورة صينية تحكي أن سـيدة عاشت مع ابنها الوحيد في  سعادة ورضا حتى جاء الموت واختطف روح الابن حزنت السيدة جدا لموت ولدها ولكنها لم ... thumbnail 1 summary
هناك أسطورة صينية تحكي أن سـيدة عاشت مع ابنها الوحيد في

 سعادة ورضا حتى جاء الموت واختطف روح الابن

حزنت السيدة جدا لموت ولدها ولكنها لم تيأس بل ذهبت

إلى حكيم القرية طلبت منه أن يخبرها الوصفة الضرورية

لاستعادة ابنها إلي الحياة مهما... كانت أو صعبت تلك الوصفة

أخذ الشيخ الحكيم نفسا عميقا وشرد بذهنه ثم قال:أنت تطلبي مني

وصفة حسنا احضري لي حبة خردل واحدة بشرط أن تكون من

بيت لم يعرف الحزن مطلقا وبكل همة أخذت السيـدة تدور على ب

يوت القرية كلها و تبحث عن هدفـها حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقا

طرقت السيدة بابا ففتحت لها امرأة شابة فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزنا من قبل؟ ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن؟

و أخذت تحكي لها أن زوجها توفى منذ سنة و ترك لها أربعة من البنات والبنين

ولا مصدر لإعالتهم سوى بيع أثاث الدار الذي لم يتبقى منه إلا القليل

تأثرت السيدة جدا و حاولت أن تخفف عنها أحزانها و بنهاية الزيارة صارتا صديقتين و

لم ترد أن تدعها تذهب إلا بعد أن وعدتها بزيارة أخرى ، فقد فاتت مدة طويلة

منذ أن فتحت قلبها أحد تشتكي له همومها

و قبل الغروب دخلت السيدة بيت آخر ولها نفس المطلب ولكن الإحباط سرعان

ما أصابها عندما علمت من سيدة الدار أن زوجها مريض جدا و ليس عندها ط

عام كاف لأطفالها منذ فترة وسرعان ما خطر ببالها أن تساعد هذه السيدة ف

ذهبت إلي السوق واشترت بكل ما معها من نقود طعام و بقول ودقيق وزيت

ورجعت إلي سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت

معها في إطعامها ثم ودعتها على أمل زيارتها في مساء اليوم التالي

و في الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلي بيت تبحث عن حبة

الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف

الحزن مطلقا لكي تأخذ من أهله حبة الخردل

و لأنها كانت طيبة القلب فقد كانت تحاول مساعدة كل بيت تدخله ف

ي مشاكله وأفراحه وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت

في القرية ، نسيت تماما إنها كانت تبحث في الأصل على حبة خردل

من بيت لم يعرف الحزن ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين ولم تدرك

قط إن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن حتى

ولو لم تجد حبة الخردل التي كانت تبحث عنها فالوصفة السحرية قد

أخذتها بالفعل يوم دخلت أول بيت من بيوت القرية

( فرحا مع الفرحين وبكاء مع الباكيين)

ليست مجرد وصفة اجتماعية لخلق جو من الألفة والاندماج بين الناس

إنما هي دعوة لكي يخرج كل واحد من أنانيته وعالمه الخاص ليحاول أن يهب

من حوله بعض المشاركة التي تزيد من بهجته في وقت الفرح وتعزيه وتخفف

عنه في وقت الحزن إلي جانب أن هذه المشاركة لها فائدة مباشرة عليك ليس

لأنها ستخرجك خارج أنانيتك ولا لأنها ستجعل منك شخصية محبوبة إنما لأنها

ستجعلك إنسانا سعيدا أكثر مما أنت الآن

هناك تعليق واحد